ففي هذا الحديث إثبات لمشيئة الله ـ تعالى ـ وأن العبد لا يفعل شيئاً إلا بإرادة الله وأما انصراف النبي صلى الله عليه وسلم وضربه فخذه، واستشهاده بالآية، فمعناه: أنه تعجب من سرعة من جوابه وعدم موافقته له على الاعتذار بهذا، ولهذا ضرب فخذه (?).

7 ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع يقول: ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شئ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (?).

وهذا تحقيق لوحدانيته لتوحيد الربوبية خلقاً وقدراً وبداية وهداية هو المعطي المانع لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولتوحيد الإلهية شرعاً وأمراً ونهياً (?). وفي هذا الحديث: فيه من التفويض إلى الله تعالى والإذعان له والاعتراف بوحدانيته والتصريح بأنه لا حول ولا قوة إلا به وأن الخير والشر منه والحث على الزهادة في الدنيا والإقبال على الأعمال الصالحة (?).

8 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شئ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان (?).

ففي الحديث حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإيمان بمقادير الله وبمشيئة الله وإرجاع ما يقع للعبد إلى مشيئة الله: "وما شاء فعل" فيه إثبات المشيئة لله تعالى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015