2 ـ وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه: ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام إنّي معلمك كلمات ينفعك الله بهنّ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أنّ الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف (?).

3 ـ ومن الأحاديث المشهورة حديث: أول ما خلق الله القلم وفيه: أن الله أمره بكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة، فعن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لأبنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني (?)، فالرواية فيها دليل على مرتبة الكتابة حيث أمر الله القلم بكتابة ما هو كائن إلى يوم القيامة (?).

ثالثاً: مرتبة الإرادة والمشيئة:

إن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله، سبحانه وتعالى، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يخرج عن إرادته الكونية شيء ومن الأدلة في القرآن الكريم:

1 ـ قال تعالى:" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (يس، آية: 82).

أي: إنما يأمر بالشيء، أمراً واحداً لا يحتاج إلى تكرار

إذا ما أراد الله أمراً فإنما ... يقول له "كن" قولة فيكون (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015