قال تعالى:"وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ" (الأعراف، آية: 43)، وهداية الله للعبد تتضمن الأعمال الصالحة التي يعلمها، والعلم بالحقائق الدينية والعمل بها ونحو ذلك، كما أن مشاهدة القدر عند فعل الحسنات تفيد المسلم من ناحية أخرى هي استدامة افتقاره إلى الله وتصرفه بهذه الكيفية وتثبته الدائم برحمة الله وطلب عفوه وعدم الالتفاف إلى عمله، واعتقاده الجازم بأن فوزه في الآخرة إنما يكون بمحض فضل الله ورحمته لا بعمله، لأن عمله الطيب إنما هو محض فضل الله فلا يستحق به الجنة وإنما يستحقها بفضل آخر من الله تعالى وبهذا جاء في الحديث الشريف: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل (?).