ــ وقال: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" (الطلاق، آية: 12).
فبين الله أن الحكمة من خلقه الجن والإنس ليعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئاً، وهذا أمر محبوب لله تعالى ومطلوب له، وكذلك بين أن من حكمة خلقه السماوات والأرض وتدبيره لهما علم العباد بقدرة الله وعلمه سبحانه.
ــ حكمة مطلوبة لغيرها وتكون وسيلة إلى مطلوب لنفسه ويوضحها قول الله تعالى: "وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" (الأنعام، آية: 53)، فاللام في قوله: "لِّيَقُولواْ" دالة على الحكمة من قوله المذكور وهو امتحان بعض خلقه ببعض فكبراؤا القوم يأنفوم ويستكبرون عن قبول الحق عند الله رؤيتهم ضعفاء قد أسلموا فيقولون عند ذلك: "أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا"، فهذا القول بعض الحكمة المطلوبة بهذا الامتحان، وهي وسيلة إلى مطلوب لنفسه، فامتحان الله لهؤلاء يترتب عليه شكر هؤلاء وكفر هؤلاء، وذلك يوجب آثار مطلوبة للفاعل من إظهار عدله، وحكمته وعزته، وقهره وسلطانه، وعطائه من يستحق عطاءه ويحسن وضعه عنده ومنعه من يستحق المنع، ولا يليق به غيره، ولهذا قال الله تعالى: "أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" (الأنعام، آية: 53) (?).