إن الوعيد والعقاب الإلهي مبني على العدل الإلهي، بحيث تكون العقوبة مكافئة للذنب الواقع ولذلك يصرّح القرآن بقوله:"وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا" (الشورى، آية: 40).
ـ وقال تعالى:"وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" (البقرة، آية: 194).
ـ وقال تعالى:"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ" (النحل، آية: 126)، بل قد يتجاوز الله بمشيئته عمن أساء يقول سبحانه:"وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" (الشورى، آية: 30)، ويحرّض الله الناس على الصفح عمن ظلمهم أو أساء إليهم، فهو يسرّع لهم القصاص والمعاملة بالمثل ولكنه في الوقت يدعو إلى العفو والصفح ويوكل أجر فاعلهما عليه سبحانه، زيادة في الإغراء وحثاً على التسامح، فيقول تعالى:"وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" (الشورى، آية: 40).
ـ وقال تعالى:"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ" (النحل، آية: 126).
والحاصل أن عقاب الله العبد يكون على قدر ذنبه وما أرتكبه، ولذلك ألمحت بعض الآيات بأن جزاء العقوبة هو ما كان يقترفه العبد، قال تعالى:"هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" (الأعراف، آية: 147).
وبلفظ الخطاب ورد قوله تعالى:"إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (النمل، آية: 90).
ـ وقوله:"وَمَاتُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (الصافات، آية: 39).
وأما في جانب الوعد والثواب فيعامل الله عباده بالفضل والزيادة وإن كانت من جنس العمل الذي فعله العبد، يقول تعالى:"وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ" (محمد، آية: 17).