ـ وقال تعالى:"لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم، آية: 7).
ـ وقال تعالى:"فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ" (النساء، آي: 173).
والقرآن الكريم حافل بالتطبيقات المتنوعة على سنة الجزاء بجنس العمل، ولكن قبل الشروع في هذه النماذج نعرض للآيات القرآنية التي تعد حقائق أصيلة لهذه السنة، ومن الأمثلة على ذلك:
1 ـ قوله تعالى: " يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم" (يونس، آية: 23).
فالمراد بالبغي هنا ما كان على النفس خاصة بإيرادها موارد التهلكة والزج بها في ركب الندامة الخاسر بالمعصية، وقد يراد به ـ أيضاً ـ البغي على الناس، فالناس نفس واحدة، على أن البغاة ومن يرضون منهم البغي يلقون في أنفسهم العاقبة والخطاب بـ" يَا أَيُّهَا النَّاسُ" يفيد العموم فيدخل فيه المخاطبون وغيرهم، وفي الآية ذم للبغي في أوجز لفظ، ومعنى "عَلَى أَنفُسِكُم" أي وبال البغي عليكم ولا يجنى ثمرته إلا أنتم (?).
وقد دلت الآية على أن البغي يجازى صاحبه عليه في الدنيا والآخرة (?)، فأما في الآخرة فهو ما دل عليه إنزال أهله الرجوع إلى الله، وإنباؤه إياهم بما كانوا يعملونه وذلك في قوله تعالى في عجز الآية نفسها: "ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"، والمراد بالإنذار هنا لازمه وهو الجزاء، وأما الدنيا فالشاهد الذي ذكرناه "إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم" ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من ذنب يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم (?).