فالله وحده المجازي المثيب المعاقب بالعدل فالشرع والقدر والخلق والأمر والثواب والعقاب قائم بالعدل "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً" (الأنعام، آية: 115).
والعدل يتضمن وضعه الأشياء موضعها وتنزيلها منازلها، وإنه لم يخص شيئاً منها إلا بمخصص اقتضى ذلك وإنه لا يعاقب من لا يستحق العقوبة ولا يمنع من يستحق العطاء وإن كان هو الذي جعله مستحقاً (?).
والله يفعل ما يريد، وحكمه ماض في العبيد، على النهج السديد (?).
"وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف، آية: 49). وهذا الكمال عدل فإن النفي هنا لإثبات كمال الضد (?).
ـ قال تعالى:"إِنَّ اللّهَ لاَيَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ" (النساء، آية: 40).
ـ وقال تعالى:"إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا" (يونس، آية: 44).
ـ وقال تعالى:"ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود، آية: 100 ـ 102).
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم:"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود، آية: 102).
ـ وقال تعالى:"وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا" (الكهف، آية: 59).