الايمان بالقدر (صفحة 249)

ومن النوع الثاني من منازعة الأقدار بالأقدار مباشرة الاسباب الرافعة للقدر بعد وقوعه كتناول الدواء لرفع المرض، وطرد الأعداء والكفرة من ديار المسلمين بعد تسلطهم باعداد العدة لذلك ثم قتالهم، ومثاله أيضاً انحباس المطر يرفع بالالتجاء إلى الله والإنابة إليه واستغفاره، كما هو معروف في الفقه في باب صلاة الاستسقاء، وكما دل عليه قوله تعالى حكاية عن نبيه نوح عليه السلام وما قاله لقومه، قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا" (نوح، آية: 10 ـ 11). فالالتجاء إلى الله والإنابة إليه واستغفارة من أهم الأسباب لدفع المكروه ورفعه بعد وقوعه، ومنعه من الوقوع قبل أن يقع، وهذه معاني يفقهها أهل الإيمان، لا أهل الكفر والجهالة والعصيان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015