ومشهد الليل الساكن، ومشهد النهار المبصر، خليقان أن يوقظا في الإنسان وجداناً دينياً يجنح إلى الاتصال بالله الذي يقلب الليل والنهار، وهما آيتان كونيتان لمن استعدت نفسه للإيمان (?).
وقال سبحانه وتعالى مبيناً إنتفاع المؤمنين بما في السماوات والأرض من آيات، قال تعالى: " إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (الجاثية، آية: 3).
وإذا كان الإيمان سبباً في إهتداء العبد إلى الحق، وانكشاف الحجب أمام بصيرته، فإنه كذلك سبب في هدية الله في العبد وإعانته وتوفيقه وزيادته هدى إلى الصراط المستقيم، وتثبيته عليه، وقد جاءت آيات كثيرة تقرر هذه الحقيقة وتؤكدها، منها:
ـ قوله تعالى: " وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (التغابن، آية: 11).
ـ وقال عز من قائل: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (يونس، آية: 9).
ـ وقال تعالى: " يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء" (إبراهيم، آية: 27).
ـ وبين سبحانه وتعالى صفات المؤمنين الذين يهديهم فقال: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (البقرة، آية: 2 ـ 5).