الايمان بالقدر (صفحة 116)

5 ـ الإهتداء:

من أسباب الهداية المؤدية بالعبد إلى مزيد الهدى والتثبيت على الصراط المستقيم: اهتداؤه إلى الإيمان، والإتيان بأسبابه، فإذا فعل العبد ذلك، هداه الله بأن خلق فيه المشيئة المستلزمة للفعل، وألهمه ووفقه لطاعات وزاده هدى وتوفيقاً، وأعانه وهو ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى، كما يزيد الذين ظلموا زيادة ضلال (?).

قال تعالى: قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا" (مريم، آية: 175)، وهو من باب الجزاء من جنس العمل (?).

كما في قوله تعالى: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" (البقرة، آية: 152).

ـ وقوله تعالى: " إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ" (محمد، آية: 7).

وقد جاءت بعض آيات القرآن الكريم مقررة لهذه الحقيقة زيادة الهدى لمن اهتدى وفق سنته سبحانه وتعالى في هداية من سلك سبيل الهدى وقصده (?).

ـ قال تعالى: " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ" (محمد، آية: 17).

ـ وقال تعالى: " وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى" (مريم، آية: 76).

وإن إيراد هداية الله مرة بصيغة الماضي، ومرة بصيغة المضارع، يفيد أن هداية الله لعباده بسبب اهتدائهم أمر محقق، وسنة جارية ماضية في الذين من قبل، وهي مستمرة ودائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد ورد في تفسير قوله تعالى: "اهْتَدَوْا" معاني متعددة دلت عليها أقوال المفسرين فذهب بعضهم إلى أن المقصود من الإهتداء هو الإيمان (?)، وجمع بعضهم بينه وبين التصديق بآيات الله، وربط بعضهم بينه بين الإتباع، وذهب فريق آخر إلى معنى "اهْتَدَوْا" أي: قصدوا الهداية وأرادوها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015