الايمان بالقدر (صفحة 106)

وقد أشارت الآيات والأحاديث التي أوردتها إلى بعض هذه الأسباب، فأشارت الآية الأولى أن الذي يصرف الفطرة عن الإيمان هو عدم العلم، فأشارت الآية الثانية إلى الغفلة والتقليد، وأنهما يصرفان الفطرة عن الإيمان بالله ورسوله بعدما أقام عليه الحجة بالفطرة والرسالة " أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ" (الأعراف، آية: 172 ـ 173).

وأشار الحديث الأول إلى أثر التربية والعادة، وأن من لا يستخدم عقله ويهتدي بالدين الحق الذي يرشده إليه العقل والعلم، بل يطيع والديه، وإن أمراه بالضلال (?). وأشار الحديث الثاني إلى أثر الشياطين في تزيين الباطل في نفوس الناس وإضلالهم بذلك (?).

إن أول أسباب الهداية، هو إبقاء هذه الفطرة نقية صافية تتلقى وحي الله وتستجيب له (?).

2ـ استعمال السمع والبصر والعقل:

إن الله عز وجل وهب الإنسان هذه النعم وأمتن عليه بها، وذلك لما لها من غايات سامية، منها النظر والتفكر في آيات الله المرئية، والاستماع والتدبر في آيات الله المسموعة (?).

ــ وقال تعالى: "وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل، آية: 78).

وقد جعل الله الإنسان مسئولاً عن استعمال هذه الملكات والمواهب وعن حسن توجيهه لها إلى ما خلقت له، قال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" (الإسراء، آية: 36).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015