وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكون أنتم تجدعونها"، "ثم يقول أبو هريرة: " فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" (?).
وفي صحيح مسلم عن عياض بن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً (?).
وهذا صريح في أنه سبحانه خلقهم على الحنيفية وأن الشياطين اجتالتهم بعد ذلك (?).
وقد فطر الله عز وجل الإنسان أيضاً على معرفة الحق ومحبته له، وقد هداه ربه إلى أنواع من العلم، يمكنه أن يتوصل إلى سعادة الدنيا والآخرة، وجعل في فطرته محبة ذلك، فإذا نظر الإنسان فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو في حاله في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل له العلم والإقرار بالنبوة، ثم إذا قوي النظر في أحواله حصل له من اليقين الضروري الذي لا يمكن دفعه (?).
فلا شك أن الإيمان والاهتداء هو الأصل، وأن الكفر والضلال هو الطارئ الذي يطرأ على النفس لسبب من أسباب الضلال (?).