وممن خدمه ربيعة بن كعب الأسلمي، وكان يسكب الوضوء لرسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد رأى ربيعة من خلق رسول الله وسماحته وحب جواره ما جعله يطمع ويرغب في أن يكون جاراً له في الآخرة، فبينما هو يسكب الوضوء له أراد عليه الصلاة والسلام أن يكافئه؛ لأن ربيعة يفعل هذا تطوعاً، فهو ليس من الموالي كما سيأتي، فقال له، النبي: (سلني حاجتك، قال: يا رسول الله! أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أوغير ذلك يا ربيعة؟! قال: هو ذاك يا رسول الله! قال عليه الصلاة والسلام: فأعني على نفسك بكثرة السجود) أي: أعني على نفسك بكثرة الصلاة، وهذا من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، فأطلق السجود صلوات الله وسلامه عليه وأرد الصلاة كلها، ومن هنا تؤخذ فائدة: أن كثرة الصلاة من أسباب جوار النبيين عموماً، ومن أسباب جوار نبينا صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، رزقنا الله وإياكم هذه المنزلة.