وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين، وكان أزج الحواجب أقرن، وفي رواية أم معبد قالت: أزج أقرن، وفي رواية هند بن أبي هالة: أزج من غير قرن.
وورد كذلك في وصف أكثر من وصفوه أنهم قالوا: إنه أزج من غير قرن، ولا ريب في أن أخذ عدد من الروايات خير من الأخذ برواية واحدة، وهذا هو الأمر الوحيد الذي اختلفت فيه الروايات.
والأزج: الدقيق شعر الحواجب مع طولهما، وجاء في بعض الألفاظ أنها سوابغ، أي: كاملة على العين كلها.
أما قول أم معبد رضي الله عنها بأنه أزج أقرن فمعناه أن الحاجبين اتصلا في الوسط.
ولكن قلنا: إن وصف هند بن أبي هالة فيه أنه أزج في غير قرن، وإذا كان كذلك سمي أبلج، وهذا هو الصحيح في وصفه صلى الله عليه وسلم.
وكان بين الحاجبين عرق، فهذا العرق جاء في الرواية أنه يدره الغضب، أي: إذا غضب صلى الله عليه وسلم ينتفخ، كما أن الضرع ينتفخ إذا ملئ حليباً، فكان هذا العرق صلى الله عليه وسلم منه يراه أصحابه ظاهراً يمتلئ دماً إذا غضب صلوات الله وسلامه عليه.