على المشبهة (?) الذين يعتقدون أن الله مثل خلقه، ولا يفرقون بين الخالق والمخلوق، وهو مذهب باطل، وفي قوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} رد على مذهب المعطلة (?)؛

الذين غلوا في التنزيه حتى نفوا عن الله ما أثبته من الأسماء والصفات، فراراً من التشبيه بزعمهم (?)، فكل طائفة عملت بشطر من هذه الآية وضيعت الشطر الآخر.

وقد أتت هذه الآية الكريمة للدلالة على أن المذهب الحق ليس هو ما ذهب إليه أصحاب البدع المتقابلة، إما بنفي الصفات مطلقاً، كما هو شأن المعطلة، أو إثباتها مطلقاً، كما هو شأن الممثلة؛ بل إثباتها بلا تمثيل، كما هي "طريقة سلف الأمة، وأئمتها أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف (?)، ولا تمثيل؛ إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل" (?).

ومما ينبه عليه في هذا المقام أن كل من وقع في التعطيل فقد وقع في التمثيل، وكل من وقع في التمثيل فقد وقع في التعطيل، ولهذا يقول العلماء: كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015