لحاجتهم إليها، وإنما كان لبعث رسول الله إليهم من جنسهم (?)، ولم يقفوا عند هذا الحد، بل وصفوا بعض الخلق بالقداسة ورفعوهم فوق منزلة الأنبياء والرسل، فجعلوا هذه المنزلة تنال بالكسب لا بالاصطفاء.

والذي جلب لهم هذا الخلط والاضطراب، توهمهم: " استبعاد اختصاص الله تعالى بعض البشر بهذا التفضيل على سائرهم وهم متساوون في الصفات البشرية بزعمهم ... " (?)، وقريباً من موقف العرب، يقف اليهود "الذين أنكروا أن يختص الله تعالى بهذه الرحمة والمنة من يشاء من عباده، وأوجبوا عليه أن يحصر النبوة في شعب إسرائيل وحده (?) ... ووافقهم النصارى على حصر النبوة فيهم وأثبتوا قداسة غير الأنبياء من رسل المسيح وغيرهم من البابوات والعباد ... " (?).

ونحى نحوهم الشيعة في تقديس أئمتهم (?)، والصوفية في تقديس أوليائهم وتفضيلهم على الأنبياء (?)، وادعى الفضيلية من الخوارج أنهم أفضل من الأنبياء، حيث أجازوا الكفر على الأنبياء، باعتبار تجويزهم للذنوب عليهم، وكل ذنب فإنه كفر عندهم، والأزارقة من الخوارج، أجازوا أن يبعث الله نبياً يعلم أنه يكفر بعد نبوته، حكي عن أبي جعفر السمناني (?)

أنه يقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015