في التزام منهج الحق؛ لاعتقاد أن أخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمعزل عن العلم، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتاج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدروهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)} محمد: 23، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)} الحج: 18.

المعلم الثاني: موقفهم من العقل:

هذا المعلم متداخل مع سابقِه وربما يكون وسيلة من وسائله، وأفردته لأهميته؛ لأن الناس في تعاملهم مع العقل طرفان ووسط؛ طرف جحدوا العقل وعطلوه (?)، وطرف عظموه وقدسوه وجعلوه حاكماً على النصوص (?)، فإن وافقه النص قُبل وإلا فلا، فإن كان نصاً قرآنياً أولوه وصرفوه عن معناه الحق، وإن كان نبوياً صحيحاً ووجدوا له مخرجاً وأولوه، وإن لم يستطيعوا لذلك سبيلاً طعنوا فيه وردوه، دون اعتبار للقواعد والأصول الشرعية في التعامل مع النصوص.

أما منهج الوسطية فهو الأرشد؛ لأنه لا يميل إلى جحد العقل أو تعظيمه دون حق، بل يثبت له دوره السليم الذي أذن فيه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (?)،

مع التمسك بنصوص الكتاب والسنة وتقديمها عليه؛ لأن تعارض النص الصريح -من الكتاب والسنة- مع العقل الصحيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015