"نحن رجال وهم رجال" (?) دون الاعتداد بأهل العلم والبصيرة من علمائهم (?).
فخلَلُهم يبدأ من الاستقلالية في استنباط الأحكام الشرعية دون ضابط محدد ومنهج حق من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومستند السلف الصالح واللغة العربية، وفي الوقوف على الأدلة ودلالتها وأقوال أهل الفقه والبصيرة فيها، وكل ذلك يؤدي إلى الزيغ والهلاك، ولذا حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تلك الطريقة (?)، كما كان بعض العلماء يتعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي (?)؛ لأن أهل الفلسفة حصروا منهجهم العلمي بالمنطق والقياس، كما قابلتهم طائفة في هذا الباب، فرأوا أن مصدر المعرفة ليست في شيء من ذلك، وجعلوا مصدرها ما عندهم من خيالات صوفية، وفيوضات شيطانية، وغفل هؤلاء وهؤلاء عن الطريقة الشرعية.
والواقع والملاحظ أن التمسك بنصوص الكتاب والسنة، وفهمها فهماً صحيحاً، يعتبر عند هؤلاء -المتهاونين بأحكام الشريعة الغافلين عنها أو المغالين في تقديس العقل (?) المقدمين له- غلواً وتطرفاً، أو جموداً وانغلاقاً، وذلك بالنظر إلى ما هم عليه من تفريط ظاهر،