قال أبو عبيد (?) في معنى الجفاء في الحديث: "والجافي عنه التارك له، وللعمل به" (?).

وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئا يقال جفا عنه يجفو.

وقد جاء ذم الجفاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)) (?)، وأكثر ما يرد الجفاء لما هو محظور ومنهي عنه، كالجفاء بما يقابل الصلة والبر، والجفاء الذي هو من الشدة والغلظة، ونحو ذلك (?).

ومما سبق يتضح أن المعنى الشرعي للجفاء: يدل على المفارقة والرد للدين مع التنقص والاحتقار وترك العمل بشيء من أركانه وواجباته.

التفريط

أما مصطلح (التفريط)؛ فهو متولد من معنى الجفاء، فكل غالٍ واقع في الإفراط، وكل جافٍ واقع في التفريط، وفيما يلي معنى (التفريط) بإيجاز، حتى تتضح صلته بالجفاء:

التفريط:

لغة

- لغة هو: الترك والتهاون والتضييع والتقصير في الأمر حتى يفوت (?).

يقال: فرط في الأمر فرطاً: أي قصر فيه، وضيعه، حتى فات، وكذلك التفريط (?)، ووصف بالتقصير؛ لأنه إذا قصر فيه فقد قعد به عن رتبته التي هي له (?).

وفرط في جنب الله، ضيع ما عنده فلم يعمل، ومنه قوله تعالى: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} الزمر: 56، وأمره فرُطٌ أي: متروك، وقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)} الكهف: 28، أي متروكاً، ترَك فيه الطاعة، وغفل عنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015