- وشرعاً هو: التقصير عن الحد المطلوب، وإزالته عن مكانه المستحق له شرعاً.
قال الطبري: وأما التفريط فهو التواني، يقال منه: فرطت في هذا الأمر حتى فات، إذا توانى فيه (?).
وقال الزجاج: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)} الكهف: 28، أي: كان أمره التفريط وهو تقديم العجز، وقال بعض البلغاء: "لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرّطا" (?)، وهو بالتخفيف: المسرف في العمل، وبالتشديد المقصر فيه.
وفَرَط في الأمر يُفَرِّطُ فَرَطاً، أي: قصر فيه وضيعه حتى فات، وكذلك التفريط (?).
ونخلص بهذا إلى أن معنى الإفراط هو عكس التفريط.
عند التأمل في استعمال العرب لهما يُلحظ أن الجفاء يستعمل -غالباً - فيما فيه قصد الأمر من الترك (?) والبعد وسوء الخلق.
أما التفريط فمنشؤه -غالبا - التساهل والتهاون.
والخلاصة: أن كل أمر اتصف بالتفريط أو بالجفاء، فإنه يخالف الوسطية، وبمقدار اتصافه بأي من هذين الوصفين يكون بعده عن الوسطية وتجافيه عنها.