وقد وردت آيتان في القرآن الكريم فيهما النهي (?) عن الغلو بلفظه الصريح، قال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} النساء: 171، وقوله: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} المائدة: 77، وهاتان الآيتان وإن كان الخطاب فيهما موجهاً إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى خاصة، إلا أن المراد منهما موعظة هذه الأمة؛ لكي تجتنب الأسباب التي أوجبت غضب الله ونقمته على الأمم السابقة (?)، وتحذر من سلوك طرق السابقين بالغلو في الدين؛ وقد فُسِّر الغُلو فيهما بأنه تجاوز الحد (?)، قال تعالى: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)} طه: 81، الغلو هو تعدي ما أمر الله به، وهو الطغيان الذي ذمه الله.

- ضابط الغلو:

بين الشيخ سليمان بن عبد الوهاب (?) - رحمه الله -، ضابط الغلو الشرعي (?) حيث قال: "وضابطه تعدي ما أمر الله به، وهو الطغيان الذي نهى الله عنه في قوله: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} طه: 81 " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015