ومن أشد الناس وضوحاً في رؤيتهم لحقائق وأحكام الدين هم الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ثم الصحابة والسلف الصالح -رضوان الله عليهم- (?)، ثم من اقتفى أثرهم ممن سلك الصراط المستقيم، ولهذا فقد بذلوا لهذا الدين كل غالٍ ونفيس، والتاريخ شاهد بذلك.
ولقد تميزت الوسطية في أخذها بالأصول الاعتقادية، بميزات وخصائص جعلتها تنجو من الحيرة والتناقض والاضطراب الذي وقع فيه من زاغ عن الكتاب والسنة وابتغى الهدى في غيرهما.
1 - الاعتقاد الجازم بأن القرآن الكريم والسنة المطهرة وحي إلهي، وأنهما مصدرا التشريع (?)، فلا يقدم العقل عليهما، ولا تعطل نصوصهما الصحيحة؛ قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} النساء: 65.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل" (?).
2 - الاعتقاد بأن الله -سبحانه وتعالى- له الكمال المطلق في صفاته وأفعاله، وهو سبحانه منزه عن كل نقيصة؛ فلزم من هذا الأخذ بظاهر النصوص (?)،