إن ميوير مخطئ في مزاعمه هذه بالنسبة للمصادر، وهو يتجاهل الحقيقة الهامة أن العلماء المسلمين وضعوا ضوابط وقواعد دقيقة لتمييز الروايات الصحيحة من الموضوعة. ولكن هدفه خفي وهو تمهيد السبيل إلى التلاعب بالمصادر وطرح الافتراضات لصالح آرائه. على أية حال فإن خَلَفَهُ مثل جولد تسيهر "Goldziher" وشاخت "J. Schacht" قد اتخذا تلميحاته في كتابيهما عن السنة. حتى نولديكه يعتمد على إشارات ميوير في كتابته عن تاريخ القرآن (?) .
يسعى ميوير لتطبيق نظرياته بشأن المصادر في معالجته العهد المكي والعهد المدني في الجزأين الأخيرين من كتابه، فيشكك في المعلومات التي لا تتفق مع آرائه أو يحرف معناها ويستخدم الروايات المؤيدة لنظرياته بدون النظر في أسانيدها وصحتها، ويلجأ إلى الافتراضات والظنون في كثير من الأمور. وبهذه الأساليب يعيد ويضخم جميع الادعاءات والافتراءات القديمة والمتعلقة بالموضوعات الرئيسة للسيرة.
أولاً: بالنسبة لخلفية الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول ميوير: إن الكعبة ليست لها أية صلة بإبراهيم عليه السلام وإن الذبيح هو إسحاق لا إسماعيل عليهما السلام، ثم يفترض أن المستعمرين الأولين بمكة كانوا من سكان اليمن الذين جاؤوا إليها بالوثنية وعبادة الحجر، وهم الذين بنوا الكعبة، وربطوا دينهم وعبادة الحجر الأسود بها وببئر زمزم. أما هاجر وإسماعيل فسكنا