أما سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لما بعث ما عنده حواريين ولا مسلمين، فيأتي علي مجمع من عباد الأوثان (يعني بنسبة الدين صفر) فيقول: من ينصرني؟
عابد صنم ما يفهم من الدين شيء، هل هذا مؤهل للنصرة؟
فقط بينه وبين النصرة: قول لا إله إلا الله .. يعني أول فقه في الدين فقه النصرة.
يعني الكافر مؤهل بعد إسلامه مباشرة أن يقوم بوظيفة الدعوة إلي الله .. يعني ليس بينك وبين وظيفة الدعوة، سبع سنوات، أو عشر سنوات، حتي تتحصل علي الوظيفة مثلا: 6 سنوات ابتدائي + 3 سنوات إعدادي + 3 سنوات ثانوي + 4 سنوات جامعة = 16 سنة.
ليس هكذا كنظام أهل الدنيا، بل الكافر لحظة أن ينطق بشهادة أن لا إله إلا الله يُصبح داعية، يقول: يا رسول الله! إئذن لي أن أذهب إلي قومي لأدعوهم إلي الله .. لا يقول يا رسول الله تعال معي أنت لتدعوهم إلي الله، بل يقوم بالدعوة نيابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فلهذا معني بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - سبحانه وتعالى - رفع مستوي البشرية كلها، فتح الباب لكل البشر، لأعظم جهد .. ولهذا من ضمن رسالة عيسي - عليه السلام -: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ