إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أما صاحبكم فقد غامر» (?)، فسلم، وقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى عليَّ، فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا: لا. فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسلم عليه، فجعل وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتمعر (?)، حتى أشفق أبو بكر (?) فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين (?)، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله (?)،فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» مرتين. فما أوذي بعدها (?).

وفي هذه القصة دروس وعبر كثيرة، منها: الطبيعة البشرية للصحابة وما يحدث بينهم من خلاف، وسرعة رجوع المخطئ وطلب المغفرة والصفح من أخيه، وتواد الصحابة فيما بينهم، ومكانة الصديق الرفيعة عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم أصحابه ... إلخ.

11 - قل: غفر الله لك يا أبا بكر.

قال ربيعة الأسلمي - رضي الله عنه -: كنت أخدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وذكر حديثًا ثم قال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعطاني بعد ذلك أرضًا وأعطى أبا بكر أرضًا، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال أبو بكر كلمة كرهها، وندم، فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض (?)، وانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو قد قال لك ما قال؟ قلت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015