الذي هو خير وكفرت عن يميني. (?) فكان إذا حلف على شيء ورأى غيره خيرًا منه كفر وأتى الذي هو خير. (?) وفي هذه القصة ما يدل على ذلك؛ حيث ترك يمينه الأولى إكرامًا لضيوفه

وأكل معهم (?).

9 - ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر:

قالت عائشة -رضي الله عنها-: خرجنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على التماسه، وأقام الناس معه، وليس على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قلت: فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على فخذي، فنام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]. فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته» (?).

وفي هذه القصة يظهر حرص الصديق على التأدب مع رسوله، وحساسيته الشديدة على أن لا يضايقه شيء، ولا يقبل ذلك ولو كان من أقرب الناس وأحبهم إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كعائشة رضي الله عنها، فقد كان - رضي الله عنه - قدوة للدعاة في الأدب الجم مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومع نفسه ومع المسلمين (?).

10 - انتصار النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للصديق - رضي الله عنه -:

لقد ثبت من الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان ينتصر لأبي بكر وينهى الناس عن معارضته؛ فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015