خامسًا: في غزوة خيبر، وسرية نجد وبني فزارة:

أ- في خيبر:

ضرب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حصارًا على خيبر واستعد لقتالهم، فكان أول قائد يرسله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر - رضي الله عنه - إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح، وقد جهد، ثم بعث عمر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، ثم قال: «لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله»، فكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (?)، وأشار بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقطع النخيل حتى يثخن في اليهود ورضي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك، فأسرع المسلمون في قطعه، فذهب الصديق إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأشار عليه بعدم قطع النخيل لما في ذلك من الخسارة للمسلمين سواء

فتحت خيبر عنوة أو صلحًا، فقبل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مشورة الصديق، ونادى بالمسلمين

بالكف عن قطع النخيل فرفعوا أيديهم (?).

ب- في نجد:

أخرج ابن سعد عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر إلى نجد وأمَّره علينا، فبيتنا ناسًا من هوازن فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات، وكان شعارنا: أمت .. أمت (?).

ج- في بني فزارة:

روى الإمام أحمد من طريق إياس بن سلمة عن أبيه، حدثني أبي، قال: خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة وأمره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علينا، فغزونا بني فزارة، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرسنا، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة فقتلنا على الماء مَنْ مر قبلنا، قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل، فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل، قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته على الماء، وفيهم امرأة عليها قشع من أدم ومعها ابنة لها من أحسن العرب، قال: فنفلني أبو بكر، فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ثم بت فلم أكشف لها ثوبا، قال: فلقيني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في السوق فقال لي: «يا سلمة هب لي المرأة» قال: فقلت والله يا رسول الله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا، قال: فسكت رسول الله، وتركني حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015