53 - عزم الصديق على فتح الشام فاستشار كبار الصحابة ثم استنفر أهل اليمن للجهاد، وعقد الألوية للقادة وأرسل أربعة جيوش لبلاد الشام، وكان قادة الجيوش كلا من: يزيد بن أبي سفيان، وأبي عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة.

54 - كانت الجيوش المكلفة بفتح الشام تلاقي صعوبة في تنفيذ المهمات الموكلة إليها، فقد كانت تواجه جيوش الإمبراطورية الرومانية التي تمتاز بقوتها وكثرة عددها، فراسلوا الصديق وأعلموه بوضعهم الحرج، فأمر الصديق الجيوش بالانسحاب إلى اليرموك والتجمع هناك، وأمر خالدًا بالسير بنصف جيش العراق نحو جبهات الشام وأمره بقيادة الجيوش هناك.

55 - استطاع خالد بن الوليد أن يحقق انتصارات عظيمة على جيوش الشام من أهمها: معركة أجنادين واليرموك.

56 - يمكن للباحث أن يستنبط أهم معالم السياسة الخارجية في دولة الصديق، وهي: بذر هيبة الدولة في نفوس الأمم الأخرى، مواصلة الجهاد الذي أمر به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والعدل بين الأمم المفتوحة والرفق بأهلها، ورفع الإكراه عن الأمم المفتوحة وإزالة الحاجز البشري بينهم وبين الإسلام.

57 - إن المطالع للفتوحات في عهد الصديق - رضي الله عنه - يمكن له أن يستنتج خطوطًا رئيسة للخطة الحربية التي سار عليها، وكيف تعامل هذا الخليفة العظيم مع سنة الأخذ بالأسباب؟ وكيف كانت هذه الخطة المحكمة عاملا من عوامل نزول النصر والتمكين من الله -عز وجل- للمسلمين، ومن هذه الخطوط ما يلي: عدم الإيغال في بلاد العدو حتى تدين للمسلمين، التعبئة وحشد القوات، تنظيم عملية الإعداد للجيوش، تحديد الهدف من الحرب، وإعطاء الأفضلية لمسارح العمليات، عزل ميدان المعركة، التطور في أساليب القتال، سلامة خطوط الاتصال مع القادة، ذكاء الخليفة وفطنته.

58 - بيَّن الصديق في توجيهاته للقادة والجنود حقوق الله تعالى؛ كمصابرة العدو، وإخلاص قتالهم لله، وأداء الأمانة، وعدم الممالأة والمحاباة في نصر دين الله. ووضع حقوق القادة على الجنود والرعية؛ كالتزام طاعته، والمسارعة إلى امتثال أمره، وعدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015