بيمينهم وشمالهم من المدن والبلاد، وسد كل ثغر بالمقاتلة، وقد كانت تلك القاعدة مرعية عندهم يحرصون عليها أشد الحرص (?).
عندما تولى الصديق الخلافة وضع من خطوط الإعداد الحربي: التعبئة وحشد القوات، وقد نادى المسلمين لحروب الردة، ثم استنفرهم بعدها للفتوحات، وأرسل إلى أهل اليمن كتابه المعروف في ذلك (?).
حينما تطورت معارك الجبهة الشمالية ووجد قائدا الجبهة -خالد والمثنى- أنهما في حاجة إلى مدد بشري؛ لأن الطاقة التي معهما لا تستطيع تلبية المعركة في متطلباتها وواجباتها، فكتبا إلى الصديق - رضي الله عنه - يلتمسان المدد فقال لهما: استنفرا من قاتل أهل الردة، ومن بقي على الإسلام بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا يغزون أحد ارتد حتى أرى رأيي. (?) وشرع في إمداد جبهات العراق والشام حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
وضعت هذه النقطة في خطة الحرب الإسلامية في الفتوحات، لتكون هدف العمليات الذي يسعى إليه الجميع، وقد وضع الصديق خطته في هذه القضية على أساس أن يعلم كل فرد مقاتل أن هدف المسلمين من هذه الفتوحات: نشر الإسلام وتبليغه إلى الشعوب؛ بإزالة الطواغيت الذين يحرمون شعوبهم من هذا الخير العميم، فقد كان القادة يعرضون على عدوهم قبل المعركة واحدة من ثلاثة: الإسلام أو الجزية أو الحرب. (?)
قاد الصديق - رضي الله عنه - بنفسه أولى العمليات الحربية ضد المرتدين، ونظم الجيوش لحربهم، ولم يهمل بقية المسارح، فوجَّه أسامه إلى الشام، والمثنى إلى العراق، وكرس جهود