كثير من الممالك والبلاد كفتح العراق وغيرها من البلاد، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعدي بن حاتم: «فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز». (?) وقد وضع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الخطوط العريضة لتلك الفتوحات، وأضافت تلك المبشرات رصيدًا ماديًا ومعنويًا وحسيًّا للأمة، وقد حاول المستشرقون وأذنابهم وأعداء الإسلام أن يجردوا الفتوحات الإسلامية من دوافعها الدعوية وأهدافها الربانية ومقاصدها السامية, وألصقوا بحركات الفتوحات تهمًا باطلة لا تقوم أمام الدليل والبرهان والحجة.
إن الهدف الرفيع والمقصد السامي لحركة الفتوحات التي قادها الصديق - رضي الله عنه - كان غرضها نشر دين الله تعالى بين الناس، وإزاحة الطواغيت من على رقاب الناس، وكان الصديق والمسلمون معه على يقين بما أخبر الله ورسوله من النصر والتمكين، وهذا اليقين من أخلاق جيل النصر، فقد كانوا على يقين بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9]، وبقوله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ} [غافر: 51]. ولنترك الأحداث في حركة الفتوحات تخبرنا عن الحقائق وتوضح الطريق لأبناء الأمة الصالحين.
* * *