4 - كونه كاتبا للوحي، فهو بذلك ذو خبرة سابقة في هذا الأمر وممارسة عملية له، فليس غريبا عن هذا العمل ولا دخيلاً عليه (?).
هذه الصفات الجليلة جعلت الصديق يرشح زيدًا لجمع القرآن، فكان به جديرًا وبالقيام به خبيرًا.
5 - ويضاف لذلك أنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك - رضي الله عنه -: من جمع القرآن على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. (?)
وأما الطريقة التي اتبعها زيد في جمع القرآن فكان لا يثبت شيئًا من القرآن إلا إذا كان مكتوبا بين يدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومحفوظًا من الصحابة، فكان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة خشية أن يكون في الحفظ خطأ أو وهم، وأيضا لم يقبل من أحد شيئًا جاء به إلا إذا أتى معه شاهدان يشهدان أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه من الوجوه التي نزل بها القرآن. (?) وعلى هذا المنهج استمر زيد - رضي الله عنه - في جمع القرآن حذرًا متثبتًا مبالغًا في الدقة والتحري.
كما كان زيد في طليعة من وحد المصاحف في زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (?)، وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه.
* * *