فأمرك علينا. وكان - رضي الله عنه - أفضل الأمة وأرجحهم إيمانًا وأكملهم فهمًا وأوفرهم علمًا (?).

8 - منصب الخلافة والخليفة:

الخلافة الإسلامية هي المنهج الذي اختارته الأمة الإسلامية وأجمعت عليه طريقة وأسلوبًا للحكم تنظم من خلاله أمورها وترعى مصالحها، وقد ارتبطت نشأة الخلافة بحاجة الأمة لها واقتناعها بها، ومن ثم كان إسراع المسلمين في اختيار خليفة لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

يقول الإمام أبو الحسن الماوردي: إن الله جلت قدرته ندب للأمة زعيمًا خلف به النبوة وحاط به الملة، وفوض إليه السياسة ليصدر التدبير عن دين مشروع، وتجتمع الكلمة على رأي متبوع، فكانت الإمامة أصلاً عليه استقرت قواعد الملة، وانتظمت به مصالح العامة حتى استثبتت به الأمور العامة، وصدرت عنه الولايات الخاصة (?).

لقد كان على الأمة الإسلامية أن تواجه الموقف الصعب الذي نشأ عن انتقال

الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الرفيق الأعلى، وأن تحسم أمورها بسرعة وحكمة وألا تدع مجالاً لانقسام قد يتسرب منه الشك إلى نفوس أفرادها، أو للضعف أن يتسلل إلى أركان البناء الذي شيده رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?).

ولما كانت الخلافة هي نظام حكم المسلمين، فقد استمدت أصولها من دستور المسلمين؛ من القرآن الكريم ومن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (?) وقد تحدث الفقهاء عن أسس الخلافة الإسلامية فقالوا بالشورى والبيعة وهما -أصلاً- قد أشير إليهما في القرآن الكريم (?)، ومنصب الخلافة أحيانًا يطلق عليه لفظ الإمامة أو الإمارة. وقد أجمع المسلمون على وجوب الخلافة، وأن تعيين الخليفة فرض على المسلمين يرعى شئون الأمة ويقيم الحدود ويعمل على نشر الدعوة الإسلامية وعلى حماية الدين والأمة بالجهاد، وعلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015