أ- قال الخطيب البغدادي -رحمه الله-: أجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر، قالوا له: يا خليفة رسول الله ولم يسم أحد بعده خليفة. وقيل: إنه قبض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ثلاثين ألف مسلم كلٌّ قال لأبي بكر: يا خليفة رسول الله، ورضوا به من بعده رضي الله عنهم (?).
ب- وقال أبو الحسن الأشعري: أثنى الله -عز وجل- على المهاجرين والأنصار والسابقين إلى الإسلام، ونطق القرآن بمدح المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة وأثنى على أهل بيعة الرضوان، فقال عز وجل: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] قد أجمع هؤلاء الذين أثنى عليهم ومدحهم على إمامة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وسموه خليفة رسول الله وبايعوه وانقادوا له وأقروا له بالفضل، وكان أفضل الجماعة
في جميع الخصال التي يستحق بها الإمامة في العلم والزهد، وقوة الرأي وسياسة الأمة،
وغير ذلك (?).
ج- وقال عبد الملك الجويني: أما إمامة أبي بكر - رضي الله عنه - فقد ثبتت بإجماع الصحابة، فإنهم أطبقوا على بذل الطاعة والانقياد لحكمه. وما تخرص به الروافض من إبداء عليٍّ شراسًا (?)، وشماسًا (?) في عقد البيعة له كذب صريح، نعم لم يكن - رضي الله عنه - في السقيفة، وكان مستخليًا بنفسه قد استفزه الحزن على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم دخل فيما دخل الناس فيه وبايع أبا بكر على ملأ من الأشهاد (?).
د- وقال أبو بكر الباقلاني في معرض ذكره للإجماع على خلافة الصديق - رضي الله عنه -: وكان - رضي الله عنه - مفروض الطاعة لإجماع المسلمين على طاعته وإمامته وانقيادهم له، حتى قال أمير المؤمنين علي - عليه السلام - مجيبًا لقوله - رضي الله عنه - لما قال: أقيلوني فلست بخيركم، فقال: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لديننا ألا نرضاك لدنيانا، يعني بذلك حين قدمه للإمامة في الصلاة مع حضوره واستنابته في إمارة الحج،