بأنه كان عظيما بإيمانه، عظيمًا بعلمه, عظيمًا بفكره، عظيمًا ببيانه، عظيمًا بخلقه، عظيمًا بآثاره، فقد جمع الصديق العظمة من أطرافها، وكانت عظمته مستمدة من فهمه وتطبيقه للإسلام، وصلته بالله العظيمة، واتباعه الشديد لهدي الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
إن أبا بكر - رضي الله عنه - من الأئمة الذين يرسمون للناس خط سيرهم ويتأسى الناس بأقوالهم وأفعالهم في هذه الحياة، فسيرته من أقوى مصادر الإيمان والعاطفة الإسلامية الصحيحة والفهم السليم لهذا الدين، فلذلك اجتهدت في دراسة شخصيته وعصره حسب وسعي وطاقتي غير مدعٍ عصمة ولا متبرئ من زلة، ووجه الله الكبير لا غيره قصدت وثوابه أردت، وهو المسئول في المعونة عليه والانتفاع به، إنه طيب الأسماء سميع الدعاء.
هذا وقد قمت بتقسيم هذا الكتاب إلى مقدمة وأربعة فصول وخلاصة، وهي كالآتي:
المقدمة:
الفصل الأول: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في مكة، ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته وألقابه وصفته وأسرته وحياته في الجاهلية.
المبحث الثاني: إسلامه ودعوته وابتلاؤه وهجرته الأولى.
المبحث الثالث: هجرته مع رسول الله إلى المدينة.
المبحث الرابع: الصديق في ميادين الجهاد.
المبحث الخامس: الصديق في المجتمع المدني، وبعض صفاته، وشيء من فضائله.
الفصل الثاني: وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسقيفة بني ساعدة، ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: وفاة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسقيفة بني ساعدة.
المبحث الثاني: البيعة العامة وإدارة الشئون الداخلية.
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة، ويشتمل على خمسة مباحث: