قال وكانت خرقة بنت النعمان اجمل أهل عصرها جمالا فتنصرت بعد مهلك ابيها، وترهبنت في الدين، الذي كانت لعمتها هند بنت المنذر المترهبنة، الذي خطبها الحارث الغساني الملك، فلم تحبه. وكان الناس بعد ذلك بزمان ودهر يختلفون إلى خ9رقة فينظرون إلى جمالها بعد ان طعنت في السن، وهي مترهبنة في هذا الدين. وهو الذي الان هند وان فروية بن اياس بن قضيبة، اتاها ذات يوم في خلافة عمر بن الخطاب، فألفاها وهي تبكي، قال لها: ما يبكيك وقد عشت زمانا في رغد من العيش فقالت يا ابن اياس ما من دار انتلأت سرورا الا امتلأت بعد ذلك ثبورا وترحا، ثم تمثلت بهذه الابيات شعرا:

بينا نسوس الناس والامر امرنا ... إذا نحن صرنا سوقة فنقسم

فأف لدينا لا يدوم نعيمها ... واف لمرءلا يزال يهضم

يوم شعب جبلة

ثم انهم اصطلحوا هم وبنو فرازة على التوادع بعد الدماء التى جرت بينهم فمكثت بنو عبس، وبعد ذلك زمانا، ثم لم تأمن مكر بني قزارة، فخرجوا إلى بني عامر، وكانوا في جوار عمرو بن عبد الله، سيد بني كعب، فلما طال مقامهم في بني عامر، في جوار عمرو بن عبد الله، سيد بني كعب، فلما طال مقامهم في بني عامكر، في جوار عمرو بن عبد الله، سيد بني كعب، اقبل الربيع بن زياد العبسي، على قيس بن زهير العبسي، فقال: ويحك يا قيس إنا لن نامن عامرا ولا يأمنونا فأنطلق بنا إلى الأحوص بن جعفر فليشد لنا هو ايضا عقدا. ونقول له: إنما اردناك، ولكنه كان من الأمر الذي كان ولم نرض به الا ان تجمع لنا أنت ايضا عقد الجوار، فإنك سيد بني عامر والمنظور فانطلقا حتى نزلا على شكل بن ربيعة بن كعب بن الحريش، وسألوه الحلف، وان يتوصل لهم في ذلك إلى الاحوص. فقالوا: امكثوا حتى آتيكم، وانطلق إلى الاحوص بن جعفر، فاخبره بذلك، فوثب عوف بن الاحوص. فقال: يا قوم اطيعوني وانتبهوا بني عنبس فو الله لا يصلح بنو غطفان بعدهم ابدا ليصالحن قومهم يوما، ثم ليعودن معهم عليكم. فقال الاحوص: اعقدوا لهم فعقدوا لهم وارسلوا اليهم. فاقبل قيس بن زهير، والربيع بن زياد حتى أتيا الأحوص بن جعفر، وهو شيخ كبير. فقلا له: انه قد لجئنا اليك من بين الناس، وان كنا قد أخذنا في عقد جوار عمر وففي عقدك التمام والصلاح. فقال الأخوص: مرحبا بكم واهلا وسهلا، نعطيكم دية زهير مائة ناقة، ونمنعكم مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فأعطاهم الأخوص الدية ورضوا بذلك. وجاؤوا حتى نزلوا في جواره.

فلما بلغ بني ذبيان، وبني فزارة اجارة الاحوص بني عبس، جمعوا لبني عامر من افناء العرب وسارت معهم بنو حنظلة بن تميم، تطلب بدم زرارة بن عدس التميمي، وكان زرارة، قد اسرته بنو عامر يوم زجزجان؛ فمات في ايديهم، فاجتمع معهم من بني تميم جمع عظيم عليهم حاجب ولقيط إبنا زرارة التميميان في خيل عظيمة، ومعهم ايضا بنو اسد بن خزيمة وطيء وبنو الضأن، فاجتمع منهم جمع عظيم، عليهم إبنا الجون، وهما: حسان بن عمرو بن الجون، وهو معاوية بن حجر، وعاوية بن شرحبيل بن احصر بن الجون الكنديان، في كتيبتين من قومهما من كندة، وكان احدى ابني الجون، قد تزوج امرأة من بني بدر، ودخل فيهم، وكان ملكا عليهم. وقالوا لهما: ان بني عامر غنائم، فسار معاوية بن شرحبيل بن احصر بن الجون بهؤلاء اجمعين، وسار حسان بن عمرو بن الجون ببني تميم، وكان ملكا عليهم، وبني سعد بن زيد مناة بن تميم، وهو في عدد كثير، فلما بلغ بني عامر مسيرهم اجتمعوا إلى الاحوص بن جعفر.

فقالوا: ما ترى؟ فقال: ما الرأي، فقد فقدته من نفسي منذ كبرت سني، وانما قلبي بعضه مني، ولكن إذا سمعت الرأي عرفته. ثم التفت إلى قيس بن زهير ما الحيلة؟ ويحك يا قيس.

اطيعوني يا بني عامر.

قالوا: أئتم بما احببت فأمرنا في يديك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015