لنطعم في المشتى ونطعن بالقنا إذا الحرب كانت كالحريق المضرم

وتلقى لدى أبياتنا حين نحتدي ... مجالس فيها كل خرق معمم

رفيع عماد البيت يمنع عرضه ... من الذم ميمون النقيبة خضرم

ومن قوله:

ما بال عيني دموعها تتكفف ... من ذكر جود شطت بها قذف

فأنت بهم غربة فهم بهم ... أرضا سواتا فالشمل مختلف

ما كنت أدري بينهم ... حتى رأيت الحدوج تعسف

أبو قيس " صرمة بن أبي أنس "

ومن شعراء بني عدي بن النجار: أبو قيس، واسمه: صرمة بن أبي أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. وكان أبو قيس ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهمّ بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا، واتخذ مسجدا لا يدخله عليه طامث ولا جنب. وقال: أعبد رب إبراهيم حتى فارق الأوثان وكرهها، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم، وحسن اسلامه. وهو شيخ كبير.

وكان قوالا بالحق معظما لله - عز وجل - في الجاهلية. يقول في ذلك الأشعار الحسنة. ومن قوله في ذلك في الجاهلية:

يقول أبو قيس وأصبح غاديا ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا

وأوصيتم بالله بالبر والتقى ... وأعراضكم بالله والبر أول

وان قومكم سادوا فلا تحسدوهم ... وان كنتم أهل السيادة فاعدلوا

وان نزلت احدى الدواهي بقومكم ... فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا

وان أنتم أعزوتم فتعففوا ... وان كان فضل المال فيكم فافضلوا

وان ناب أمر فادح فارفدوهم ... وما حملوكم في الممات فاحملوا

ومن قوله " في الجاهلية ":

سبّح الله شرق كل صباح ... طلعت شمسه وكل هلال

عالم السر والبيان جميعا ... ليس ما قال ربنا بضلال

وهو القائل حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة:

ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقا مواتيا

ويعرض في أهل المواسم عرضه ... فلم ير من يروي ولم ير داعيا

فلما أتانا أظهر الله دينه ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا

وألفى صديقا واطمأنت به النوى ... وكان له عونا من الله هاديا

ومن رجال الخزرج: عامر بن أمية بن زيد بن الخشخاش، شهد بدرا، وقتل يوم أحد، وهو الذي ذكره حسان في شعره. والخشخاش: من قولهم خشخشت اللحم على النار، إذا قبلته.

ومنهم سليم بن ملحان، شهد بدرا يوم بير معاوية، وملحان: فعلان إما من الملح، وهو لون يقال له كبش أملح، إذا كان في أعلى صوفه بياض، ولون صوفه أي لون كان، والملحة البياض. وفي الحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عقّ عن الحسن والحسين بكبشين أملحين، وسمك ملح ومليح، ولا يقال مالح وماء ملح لا غير والملح الرضاع. قال الشاعر:

واني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما نشطت من جلد أشعث أغبرا

وقالت هوازن للنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: إنا لو ملحنا للمنذر وللحارث بن أبي شمر لنفعنا عنده، وأنت خير المكفولين، أي لو كنا رضعناه. والأملح: جمع أرض ملحة، وأملاح، وملحت ملحا: إذا مسحت جباهها بالملح لداء يصيبها. والملاحة؛ معروفة في الناس وغيرهم.

ومن بني غنم بن مالك: ابن النجار، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة، وكان أبو إمامة أحد النقباء الذين بايعوا تحت الشجرة.

أنساب خزاعة وانتشارها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015