فأما جشم بن الخزرج بن حارثة، فولد رجلا مالك بن عصب. فولد مالك بن عصب، ستة نفر: عبد حارثة، والاجدع، وغنم، وغانم، وكعب، وربيعة لا عقب له. فولد عبد حارثة بن مالك رجلين وهما: الازرق وحبيب فولد الازرق بن حارثة رجلا هو عامر. فولد عامر بن الازرق رجلين: زريق وبياضة. وولد حبيب بن عبد حارثة، رجلا زيد مناف، فولد زيد مناف بن حبيب رجلين: مالك بن زيد مناف، رهط بن المعلا، وهم في بني زريق، كان منهم هلال بن المعلا، وابو سعيد بن المعلا؛ والآخر الحارث بن زيد مناف بن حباب. وهذه بطون جشم.
من الخزرج عوف بن الخزرج. فأما عوف بن الخزرج، فولد رجلين وهما عمرو وغنم. فولد عمرو بن عوف رجلا وهو قوقل، واسمه عوف. فولد قوقل، وهو عوف بن عمرو بن عوف. رجلين: سالم. وهو الحبلى، سمي بذلك لعظم بطنه؛ وغنم، رهط عبادة بن الصامت، وهما القواقل، والقوقلة: التغلغل في الشيء. والدخول فيه يقال قوقل يقوقل قوله؛ وهو الرمق بن يزيد بن غنم، الشاعر الجاهلي، والرمق معروف وهو باقي النفس، والترميق اخذك الشيء قليلا قليلا؛ ومن كلامهم: صرعت الضأن فرمق رمق، صرعت المعزى فرفق، وذلك ان الضأن تصرع تباجها بيوم، ويروي بثلاثة ايام، فيقول: خذ لبنها قليلا قليلا؛ والمعزى تصرع على رؤوس اولادها. فيقول: أتخذ لها الأرياق والربق،: الخيط الذي يشد في عنق الجدي والضأن وام الربيق: الداهية. ومن كلامهم جاءت أم الربيق على اريق، واريق تصغير ورق، وهو لن من الابل. ورمقه ببصره إذا نظر اليه. وكان يقال للرجل في الجاهلية استجاد بأهل يثرب: قوقل حيث شئت، أي قد أمنت.
وولد سالم الحبلى، اربعة نفر وهم: غنم، ومالك، والوذان، وزيد، وهذه بطون بني سالم، وهو الحبلى بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.
ومن بني سالم الحبلى، عبد الله بن أبي سلول، رأس المنافقين، وكان ابنه عبد الله من خيار المسلمين، شهد بدراً، وقتل يوم الأمامة.
ومن بني زيد بن سالم، مالك بن العجلان بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج. وكان سيد الخزرج في زمانه. وكان شاعراً. وهو الذي قتل يوم القيطون اليهودي، صاحب زهدم، واسم القيطون، عامر بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الحارث المحرق بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء. وكان القطيون قد تهددوا بملك على أهل يثرب حتى ما كانت تدخل عروس على أهل يثرب على زوجها حتى يأتوا بها اليه فيصيبها قبله، فلم يزل على ذلك حتى قتله مالك بن العجلان، وله حديث يطول تركته.
ومالك بن العجلان هو القائل:
ما مثلنا يحتذى بسفك دم ... مادام فينا الرماح والجحف
والبيض ارهفت مضاربها ... ملسا وفينا القس والزعف
نحمد واجمعت كتائبنا ... بعزنا والرماح تختلف
ما مثل قومي قوم إذا غضبوا ... عند لقاح الحرب وانصرفوا
نحن بني الحارث حين مشتجر ... الحرب إذا ما نبا بها الكشف
في شعر طويل:
وولد الحارث بن الخزرج بن حارثة، خمسة نفر: الخزرج بن الحارث، وجثعم بن الحارث، وزيد مناة، وهما التوأمان، وعوف بن الخزرج، وصخر بن الحارث.
فولد الخزرج بن الحارث رجلا كعبا، فولد كعب ثلاثة: مالكا، وهو الأعز، وعديا، فولد الأعز، وهو مالك بن ثعلبة ستة نفر: امرأ القيس، وزيدا، والنعمان، وزيد مناة، وكعبا، وصقر لا عقب له. فمن بني زيد مناة بن مالك الأعز عمرو بن الأطنابة.
ومن زيد بن مالك الأعز، النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وكان النعمان بن سعد الخزرج بن سعد الخزرج في الاسلام، ومولده في الجاهلية.
ومن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أبو الدرداء المحدث. واسمه عديم بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن الحارث بن الخزرج.
ومنهم نعيمان بن عمرو، شهد بدراً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحف نعيمان، وكان كثير الدعاء، وكان عمرو هذا من سادات الخزرج في زمنه، وهو عمرو بن الأطنابة، واسمه الأطنابة عامر بن زيد مناة بن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، وهو القائل: