وبنو وقيش بطن من العرب، وهو تصغير وقش، والزغبة واحد من الريش، وغيره، وزغب تزغيبا، إذ بدا الريش الضعيف على جسمه كالشعر. وسلكان: جمع سلك، والسلك طائر. والأمر سلكه، وسليك تصغير سلك وسلكان. منهم: عمرو بن معاذ، شهد بدرا يوم أحد.
فأما عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، فولد رجلا عمرو بن عوف. فولد عمرو بن عوف، اربعة: عوفا وثعلبة والوزان بن حبيب بن عمرو بن عوف.
فولد ثعلبة بن عمرو، رهط عبد الله بن جبير، امير الرماة يوم أحد، وخوات بن جبير، صاحب ذات النجبين في الجاهلية، وسليم وسالم بن جبير احد البكائين. وخوات فعال من قولهم: خات العقاب، تخوت خوتا، إذا سمعت حصف جناحها في انقضائها. وختت تختى ختتا.
والوذان بن عمرو، رهط نبيل بن الحارث؛ وآل وائل، وآل حارثة بن عامر.
وولد حبيب بن عمرو، وسويد بن الصامت، وولد عوف بن عمرو بن عوف كلفة، ومالك بن عوف. فولد كلفة جحجيا بن كلفة، رهط احيحة ابن الحلاج بن الحرس بن جحجيا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
ومن بني جشم بن عوف شهدوا عثمان، شهد بدرا، وكان عثمان بن حبيب. ولي لعلي بن أبي طالب البصرة. وولد الوذان، وكان احيحة بن الحلاج من سادات يثرب في زمانه، وهو احد المتقدمين في الشعر من شعراء الأوس. ومن قوله الابيات التي يتمثل بها الناس:
استغن أو مت ولا يغررك ذو نسب ... من ابن عم ولا عم ولا خال
إني اكب على الزورا أعمرها ... ان الحبيب إلى الاخوان ذو مال
كل النداء إذا ناديت يخلفني ... الا ندائي إذا ناديت يا مالي
وهو القائل لمالك بن عجلان:
يا مالِ لا تنعين ظلامتنا ... يا مالِ انا معشر انف
ان يجيرا مولى لاخوتكم ... الحق يوفى به ويعترف
قد سلكوا في سبيله وضح ... القصد وفيكم عن قصده حتف
لاتطلب الدخل بالتهدد ... والايعاد ان الوعيد ما ضلف
في شعر طويل.
وفي ذلك يقول:
والبيض قد أرهقت مضاربها ... بها نفوس الكماة تختطف
كأنها في الأكف إذا لمعت ... وميض برق يبدو أو ينكشف
ثم وصف قومه فقال:
يمشون مشي الأسد في وهج ... الموت اليه وكلهم لهف
واشعار احيحة كثيرة مشهورة.
ومن ولد أحيحة، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واسم أبي ليلى يسار وقد ولي القضاء لبني امية ووليه لبني العباس.
وولد مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، زيدا ومعاوية وعزيرا بني مالك، فأما عزير درج ولم يكن له بقية. واما معاوية بن مالك بن عوف، فمن ولده: ابو جبر بن عتيك، وسعد بن أكال، جد أيوب بن بشير، وانغم صباحا أيها الجبر والعتيك. وهيشة من قولهم هاشه بهيشه هيشا، وهو من ترك الشيء أو خلطك اياه، وتهايش القوم إذا اختلط بعضهم ببعض، وكذلك تهاوشوا.
ومنهم حاطب بن قيس بن هيشة، فيه كانت الحرب التي يقال لها حل طب مالك.
واما زيد بن مالك بن عوف، فولد ضبيعة، وامية ابني زيد بن مالك. واما ضبيعة فمن ولده حنظلة بن أبي عامر، غسيل الملائكة، يوم احد، وعاصم بن ثابت بن أبي الاقلح، وهو قيس بن عاصم بن النعمان بن امية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
وعاصم هو الذي حمت لحمه الزبر والزبر: هو النحل، وله حديث.
والاقلح هو مشتق من القلح، وهي صفرة في الاسنان كدرة.
ومن ولد الاحوص الشاعر، واسمه محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، والاحوص هو القائل يذكر جده ويفخر به:
فخرت فانتمت فقد ذريني ... ليس جهلا أتيته ببديع
أنا ابن الذي حمت الزبر ... من ابن الهذيل يوم الرجيع
غسلت جدي الملائكة الأبرار ... ميتا أكرم به من صريع
ومنه مليل بن الازعر بن يزيد بن العطاف، شهد بدرا. ومليل اشتقاق من الملل، وهي الملة من الحمر والرماد. والازعر من الزعر، وهو قليل الشعر، ورجل ازعر وامرأة زعراء. والعطاف يقال من العطف، وعطفت عطفا، وتعطفت تعطفا، واعطاف الانسان نواصيه، والعطاف الرد، والجمع عطف.