وبزول خوفه حتى كأن المخاوف التي يجدها أمان له، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الْغَارِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَام الْقَوْم فَقُلْتُ: يَا نَبِى الله لَوْ أَن بَعْضهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قًالَ: "اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْر اثْنَان اللهُ ثَالثُهُمَا" (صحيح البخاري: 3707)، فحين ذكر رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم - ربه فقال: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] زال عنه الخوف، وحصلت له السكينة والطمأنينة.

(50) أن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه، يقول ابن القيم في - رحمه الله -: وقد شاهدت من قوة شيخ الإِسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابه أمراً عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيما، وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته فاطمة وعليَّار - رضي الله عنهما - أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثًا وثلاثين ويحمدا ثلاثًا وثلاثين ويكبرا أربعَا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة فعلمها ذلك وقال: إنه خير لهما من خادم، فقيل: إن مَنْ داوم على ذلك وجد قوة في يومه تُغنيه عن خادم.

(51) أن عمال الآخرة كلهم في مضمار السباق والذاكرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015