هم أسبقهم في ذلك المضمار ولكن القترة والغبار يمنعان من رؤية سبقهم فإذا انجلى الغبار وانكشف رآهم الناس وقد حازوا قصب السبق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سِيرُوا، سَبَقَ
الْمُفَرِّدونَ" قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: الذاكِرُونَ الله كَثِيرَا وَالذاكِرَاتُ" (صحيح مسلم: 2676).
(52) أن الذكر سبب لتصديق الرب - عز وجل - عبده؛ فإنه أخبر عن الله - سبحانه الله وتعالى - بأوصاف كماله ونعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبد صدقه ربه، ومن صدقه الله - عز وجل - لم يحشر مع الكاذبين، ورجي له أن يحشر مع الصادقين.
(53) أن دور الجنة تبنى بالذكر فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء، وكما أن بناءها بالذكر، فإن غرس بساتينها بالذكر أيضًا، كما تقدم في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
عن إبراهيم الخليل - عليه السلام - أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
(54) إن الذكر سد بين العبد وبين جهنم، فإذا كانت له إلى جهنم طريق من معصية أو عمل من الأعمال كان الذكر سدَّا في تلك الطريق، فإذا كان ذكرًا دائمًا كاملًا كان سدُّا مُحكَمّا لا منفذ فيه، وإلا فبحسبه.