(47) ذكر الله - عز وجل - هو المقصود الأساسي لكل العبادت, قال - سبحانه الله وتعالى - {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] أي: لتذكروني بها، وعن عائشة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال:" إِنَّمَا جُعِلَ الطوَافُ بِالْبَيتِ وَبَينَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْىُ الجْمَارِ لإِقَامَةِ ذِكرِ اللهِ" (حسن، مسند الإِمام أحمد: 6/ 75).

(48) أن إدامته تنوب عن التطوعات وتقوم مقامها سواء كانت بدنية أو مالية كحج التطوع؛ فقد جاء ذلك صريحًا في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قَالَ: جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - , فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَموَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيم الْمُقِيمِ، يُصلُّونَ كَمَا نُصلى، وَيصومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُم فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجونَ بِهَا، وَيعْتَمِرُونَ، وُيجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: "ألا أُحَدثُكُمْ بِأمْرِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أحد بَعْدَكُمْ، وَكنتمْ خَيرَ مَنْ أَنْتُمْ بَينَ ظَهْرَانَيهِ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟! تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ، وَتكَبِّرُونَ خَلْفَ كُل صَلَاةِ ثَلَاًثا وَثَلَاِثينَ" (صحيح البخاري: 807)، فجعل الذكر عِوَضا لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد وأخبر أنهم يسبقونهم بهذا الذكر.

(49) أن ذكر الله - عز وجل - عن القلب مخاوفه كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن, فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله - عز وجل - إذ بحسب ذكره يجد الأمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015