وَسمع فِرْعَوْن فِي تِلْكَ اللَّيْلَة هاتفاً فِي قصره وَهُوَ يَقُول ولد مُوسَى وَهلك فِرْعَوْن فَصَارَ كل صنم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة مُنَكسًا فَأصْبح فِرْعَوْن ممتلئاً وشدد على طلب المولودين تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانَت أم مُوسَى إِذا خرجت فِي حَاجَة تعمد إِلَى مُوسَى وتضعه فِي مهده وتضعه فِي التَّنور وتغطيه فاتفق إِنَّهَا خرجت يَوْمًا من الْأَيَّام وَكَانَت أُخْتهَا قد عجنت عجيناً وأرادت أَن تخبز فَأمرت بسجر التَّنور فسجروه وَلم تعلم أَن فِيهِ مُوسَى وَكَانَ مُوسَى فِي التَّنور وَقد وَقع فِي قلب هامان أَن مَوْلُود فِي بَيت عمرَان فكبس دَاره وَقَالَ هَاهُنَا مَوْلُود فَقَالَت أُخْتهَا كَيفَ يكون هَاهُنَا مَوْلُود وَعمْرَان مَحْبُوس عنْدكُمْ؟ فَجعل هامان يفتش حَتَّى جَاءَ إِلَى التَّنور فوجدوه يسجر نَارا فَانْصَرف وَقَالَ لَا يكون مَوْلُود فِي النَّار ثمَّ رجعت أم مُوسَى وَإِذا بالأعوان والحراس قد خَرجُوا من دارها فَلَمَّا رأتهم قد خَرجُوا من دارها كَادَت روحها أَن تزهق من الْهم وَالْغَم فَدخلت وَقَالَت هَل نظر هامان إِلَى وَلَدي فِي التَّنور؟ قَالُوا لَا ثمَّ أسرعت أم مُوسَى نَحْو التَّنور فَإِذا هُوَ مسجور وَالنَّار تعلو مِنْهُ فلطمت على وَجههَا وَقَالَت مَا نَفَعَنِي الحذر وَقد أحرقتم وَلَدي فنادها مُوسَى لَا تخافي عَليّ يَا أُمَّاهُ فَإِن الله تَعَالَى قد مَنَعَنِي من النَّار وَإِن النَّار لَا تحرقني فمدي يدك إِلَيّ فَإِن النَّار لَا تصل إِلَيْنَا وَلَا تحرقنا فأدخلت يَدهَا فِي التَّنور وأخرجته وَلم تمسها النَّار (قصَّة التابوت) فَلَمَّا كَانَ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا صنعت لَهُ تابوتاً - وَكَانَ عمرَان توفى قبل أَن يتم مُوسَى أَرْبَعُونَ يَوْمًا - فعمدت إِلَى ذَلِك التابوت وفرشته وأرضعت مُوسَى وكحلته ودهنته وألقته فِي التابوت وأغلقت عَلَيْهِ بَابه وَهِي تبْكي ثمَّ احتملت التابوت فِي نصف اللَّيْل وَمَعَهَا أُخْتهَا وَجَاءَت إِلَى شاطئ النّيل فألقته فِي اليم وبكت فَسمِعت النداء