الحبر الْهمام الْعَالم الْعَلامَة الرحلة الْقدْوَة الْمُجْتَهد الْعُمْدَة سبط قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابي الْعَبَّاس أَحْمد الْعمريّ الْمَالِكِي الْمَشْهُور بِابْن عوجان مولده فِي لَيْلَة يسفر صباحها عَن يَوْم السبت خَامِس شهر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة الْقُدس وَنَشَأ بهَا فِي عفة وصيانة وتقوى وديانة لم يعلم لَهُ صبوة وَلَا ارْتِكَاب مَحْظُور وَحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم والشاطبية والمنهاج للنووي وعرضهما على قَاضِي الْقُضَاة شيخ الاسلام شهَاب الدّين بن حجر وقاضي الْقُضَاة شيخ الاسلام محب الدّين بن نصر الله الجبيلي وقاضي الْقُضَاة سعد الدّين الديري الْحَنَفِيّ وَشَيخ الاسلام عز الدّين الْمَقْدِسِي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ثمَّ حفظ الفية بن مَالك وألفية الحَدِيث وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الشَّيْخ أبي الْقَاسِم النويري وَسمع عَلَيْهِ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة واصول الْفِقْه والمنطق واصطلاح الحَدِيث والتصريف وَالْعرُوض والقافية وَأذن لَهُ فِي التدريس فِيهَا سنة ارْبَعْ واربعين وَثَمَانمِائَة وتفقه بالشيخ زين الدّين ماهر وَالشَّيْخ عماد الدّين بن شرف وَحضر عِنْد الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن ارسلان وَالشَّيْخ عز الدّين الْمَقْدِسِي واشتغل فِي الْعُلُوم ورحل الى الْقَاهِرَة فِي سنة ارْبَعْ واربعين واخذ عَن عُلَمَاء الاسلام مِنْهُم شيخ الاسلام ابْن حجر وَكتب لَهُ إجَازَة وَوَصفه بالفاضل البارع الأوحد وَقَالَ شَارك فِي المباحث الدَّالَّة على الاستعداد وتأهل لَان يُفْتِي بِمَا يُعلمهُ ويتحققه من مَذْهَب الامام الشَّافِعِي من أَرَادَ ويفيد الْعُلُوم الحديثية من الْمَتْن والاسناد علما بأهليته لذَلِك وتلوحه فِي مضائق تِلْكَ المسالك انْتهى وَأخذ عَن غير وَاحِد من الْعلمَاء كالشيخ كَمَال الدّين بن الْهمام وقاضي الْقُضَاة شمس الدّين القاياتي وَالْمقر الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهم وجد ودأب ولازم الِاشْتِغَال والاشغال إِلَى أَن برع وتميز واشير اليه فِي حَيَاة شَيْخه الزيني ماهر وَكَانَ يرشد الطّلبَة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ حِين ترك هُوَ الاقراء وَكَذَلِكَ المستفتين ودرس وَأفْتى من سنة سِتّ واربعين وَثَمَانمِائَة ونظم وَأَنْشَأَ وَسمع الحَدِيث على شيخ الاسلام ابْن حجر وَالشَّيْخ