ثمَّ حضر الخاصكي الى الْقُدس الشريف للزيارة وَدخل بخلعة السُّلْطَان فِي شهر رَمَضَان وَحضر عيدالفطر بالقدس وَتوجه لزيارة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ثمَّ توجه الى مَدِينَة غَزَّة ليقيم بهَا لانتظار الْجَواب الْوَارِد عَلَيْهِ من المراسيم الشَّرِيفَة فَلَمَّا كَانَ الْعشْر الثَّالِث من شهر شَوَّال ورد مرسوم السُّلْطَان الى شيخ الاسلام الكمالي بن ابي شرِيف الشَّافِعِي ومرسوم شرِيف مُطلق لقضاة غَزَّة والقدس الشريف يعلمهُمْ انه لما جهز الْأَمِير قانصوه باقر الخاصكي لكشف هَذِه الاجوبة وتحريرها وَكِتَابَة محْضر بقضاة غَزَّة والقدس بِمَا يَتَّضِح بِهِ الْحق وان كلا من النائبين كتب محضرا بِمَا يختاره وَلم يَتَّضِح للمسامع الشَّرِيفَة الْحق فِي ذَلِك وان المرسوم الشريف الْوَارِد على يَد الخاصكي انما برز بِكِتَابَة محْضر وَاحِد لامحضرين وبرز أَمر السُّلْطَان ان شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف يتَوَجَّه بِنَفسِهِ وصحبته قُضَاة الْقُدس الشريف والرملة الى مَدِينَة غَزَّة المحروسة ويجتمعون مَعَ قُضَاة غَزَّة وتحرر هَذِه الْوَاقِعَة من اولها إِلَى آخرهَا وَيكْتب محْضر شَرْعِي بِمَا يَتَّضِح بِهِ الْحق وَإِن لم يحرر ذَلِك تبرز المراسيم الشَّرِيفَة لقضاة غَزَّة والقدس بالزامهم بِالْقيامِ للخزائن الشَّرِيفَة بِعشْرَة آلَاف دِينَار مؤرخ المرسوم الشريف فِي ثَالِث عشر شَوَّال فَعِنْدَ ذَلِك قَابل شيخ الاسلام الكمالي وقضاة الْقُدس الشريف أَمر السُّلْطَان بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وتوجهوا الى الرملة وَسَار مِنْهَا مَعَ من تيَسّر من قضاتها الى مَدِينَة غَزَّة وَهَذِه الْوَاقِعَة من الْعَجَائِب لِأَن شيخ الاسلام رجل عَظِيم الشَّأْن وَهُوَ بركَة الْوُجُود وعالم المملكة وَهُوَ شيخ كَبِير سنة نَحْو الثَّمَانِينَ وبنيته ضَعِيفَة وَالسّفر يشق عَلَيْهِ فكلف الى مَالا طَاقَة لَدَيْهِ فِي زمن الْحر الشَّديد بِسَبَب وَاقعَة حدثت من الْعَرَب المفسدين الْمُحَاربين للدّين لَا إِسْلَام لَهُم وَلَا إِيمَان وَلما توجه من الْقُدس الشريف حمل فِي محارة على جمل وَكَانَ لَا يركب الْفرس إِلَّا قَلِيلا لضعف بدنه فَقدم الى مَدِينَة غَزَّة فِي عَشِيَّة يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْقعدَة وَنزل بالجامع الْمَنْسُوب لمولانا السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف واصبح يَوْم الْجُمُعَة فَحَضَرَ