وَكتب محْضر بذلك وجهز الى الابواب الشَّرِيفَة مَعَ مُكَاتبَة الْأَمِير جَان بلاط المتضمنة ان هَذَا الْفِعْل باشارة نَائِب غَزَّة وَهُوَ الْوَاقِع لِأَنَّهُ وجد فِي نَفسه من نَائِب الْقُدس بِسَبَب مَا تقدم من ولَايَة أَمِير جرم باشارة نَائِب الْقُدس دون رضَا نَائِب غَزَّة ثمَّ وَقع ان نَائِب الْقُدس أَخذ كشف الرملة وانتزعه من نَائِب غَزَّة فتأكدت الْعَدَاوَة بَينهمَا فَكَانَ نَائِب غَزَّة يُسَلط الْعَرَب والمفسدين ويغريهم على نَائِب الْقُدس ويحرضهم على الْفساد فِي مُعَامَلَته يقْصد بذلك التشنيع عَلَيْهِ فَلَمَّا وَقع لما ذكر من هَذِه الْفِتْنَة القبيحة وسطرت المحاضر بشرح الْحَال وجهزت للسُّلْطَان كتب نَائِب غَزَّة الى السُّلْطَان يشتكي من الْأَمِير جَان بلاط بِكَلِمَات مُهْملَة لَا حَقِيقَة لَهَا فبرز أَمر السُّلْطَان بتجهيز السيفي قانصوه الخاصكي وعَلى يَده مرسوم شرِيف لشيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وقضاة غَزَّة والقدس والرملة بالتوجه الى الْمَكَان الَّذِي وَقعت فِيهِ الْفِتْنَة وتحرير ذَلِك وإعادة الْجَواب على المسامع الشَّرِيفَة فَتوجه شيخ الاسلام - الْمشَار اليه - وصحبته قُضَاة الْقُدس الشريف الى الرملة فِي يَوْم الاربعاء عَاشر شهر رَمَضَان وَاجْتمعَ بِهِ الخاصكي وقاضة الرملة وتوجهوا الى قريتي تل الجزر وخلد وحرروا الامر فِي ذَلِك فَتبين لَهُم ان الْحق بيد نَائِب الْقُدس وان الْقَتْل والفتنة كَانَا فِي معامله بِأَرْض الرملة وَحضر قُضَاة غَزَّة الى تل الطافية بأطراف مُعَاملَة غَزَّة وامتنعوا من الْحُضُور الى الرملة والاجتماع بشيخ الاسلام وقضاة الْقُدس والرملة واظهروا التعصب لنائب غَزَّة فَكتب شيخ الاسلام وقضاة الْقُدس والرملة محضرا وَكَتَبُوا خطوطهم عَلَيْهِ بِمَا يَقْتَضِي ان الْحق بيدنائب الْقُدس وناظر الْحَرَمَيْنِ ثمَّ كتب قُضَاة غَزَّة محضرا بِمَا اختاروه ومخلصه أَن نَائِب الْقُدس هُوَ المعتدي بِدُخُولِهِ مُعَاملَة غَزَّة وجهز كل من المحضرين للسُّلْطَان وَعَاد شيخ الاسلام وقضاة الْقُدس الى اوطانهم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان