لم ير مثله فِي تزاحم الْعَالم وَركب النَّاس للقائه من الْقُضَاة والاعيان وَاسْتمرّ الْمَطَر ينزل عَلَيْهِم من عِنْد خَان الظَّاهِر الى دَار النِّيَابَة وَدخل صحبته القَاضِي برهَان الدّين الْجَوْهَرِي وَعَلِيهِ خلعة كاملية بسمور وَلم يعْهَد دُخُول حَاكم لبيت الْمُقَدّس فِي مثل هَذَا الْيَوْم إِلَّا جقمق الظَّالِم الْفَاجِر - كَمَا تقدم ذكره فِي حوادث سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة ثمَّ فِي ثَانِي يَوْم دُخُول الْأَمِير جَان بلاط الى الْقُدس الشريف وَهُوَ نَهَار الْجُمُعَة ث الث عشر من ربيع الآخر اسْتمرّ الثَّلج نازلا الى بعد الظّهْر من يَوْم السبت حَتَّى بَقِي حجمه فَوق الأَرْض أَكثر من ذِرَاع وامتلأت الشوارع والاسطحة مِنْهُ وأنزعج النَّاس لذَلِك خشيَة الضَّرَر واصبح الى يَوْم الاحد فأغاث الله عباده بنزول الْمَطَر الغزير من بعد الظّهْر من يَوْم الاحد إِلَى آخر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ فأزال الثَّلج حَتَّى لم يبْق مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل ثمَّ وَقع الْهدم فِي الاماكن فَسقط الْكثير من الدّور والابنية وفيهَا اسْتَقر ملك الْأُمَرَاء اقباي نَائِب غَزَّة فِي نِيَابَة صفد وَتوجه اليها فِي ربيع الآخر وَاسْتقر الْأَمِير قاني بك فِي نِيَابَة غَزَّة وَقدم اليها فِي جمادي الْآخِرَة واضيف اليه كشف الرملة فِي شهر رَجَب بعد اسْتِيلَاء نَائِب الشَّام عَلَيْهَا وَحضر نَائِب غَزَّة اليها فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن شعْبَان وَحضر اليه الْأَمِير جَان بلاط نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة بالقدس الشريف وصحبته قُضَاة بَيت الْمُقَدّس فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر شعْبَان وعادوا الى الْقُدس الشريف فِي يَوْم الاربعاء سادس عشرَة وفيهَا اسْتَقر القَاضِي شهَاب الدّين بن المهندس الْحَنَفِيّ فِي وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالقدس الشريف وبلد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام والرملة وَورد توقيعه مؤرخ فِي ثامن عشر رَجَب والبس التشريف من ظَاهر مَدِينَة الْقُدس فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع شعْبَان وَكَانَت ولَايَته بِبَيْت الْمُقَدّس عوضا عَن القَاضِي عز الدّين الديري والرملة عوضا عَن القَاضِي كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الاحزم النابلسي وَحضر الى مَحل ولَايَته بالرملة صُحْبَة نَاظر الْحَرَمَيْنِ الْأَمِير جَان بلاط فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم ذكره قَرِيبا