الانس الجليل (صفحة 784)

فِي عشري جمادي الْآخِرَة وَاسْتمرّ الى آخر رَجَب يبلغ عدد الاموات فِي كل يَوْم الى ثَلَاثِينَ واربعين وَفِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري رَجَب نَحْو الْخمسين وَهِي أول جُمُعَة ظهر فِيهَا كَثْرَة الْأَمْوَات وَاشْتَدَّ الْأَمر فِي شهر شعْبَان فَبلغ الْعدَد فِي كل يَوْم فَوق الْمِائَة وَقيل انه بلغ فِي الْيَوْم إِلَى الْمِائَة وَثَلَاثِينَ وَبلغ الْعدَد بِمَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي دون الْخمسين وَتُوفِّي الامير خضر بك نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة فِي لَيْلَة الاحد الْحَادِي وَالْعِشْرين من شعْبَان وَكَانَ لما ولي النِّيَابَة فِي الْمرة الاولى ساءت سيرته وَوَقع فِي أمره مَا تقدم شَرحه فِي حوادث سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَلَمَّا ولي النِّيَابَة وَالنَّظَر فِي الْمرة الثَّانِيَة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بَاشر مُبَاشرَة حَسَنَة واظهر الْعدْل فِي الرّعية واستعطف خواطر النَّاس وَشرع فِي سلوك طرق الرياسة وَاسْتمرّ على ذَلِك الى أَن دخل الوباء فتطير من ذَلِك وَخرج من مَدِينَة الْقُدس الى ظَاهرهَا وَأقَام بالكروم اياما واظهر الْخَوْف الزَّائِد فَأنْكر النَّاس عَلَيْهِ ذَلِك فَدخل الى الْمَدِينَة وَأقَام يَسِيرا وَتوفيت ابْنة لَهُ ثمَّ بعد يَوْمَيْنِ اَوْ ثَلَاثَة توفيت زَوجته ثمَّ بعد وفاتها بِنَحْوِ سِتَّة أَيَّام توفّي هُوَ وَصلي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بعد صَلَاة الظّهْر من يَوْم الاحد الْحَادِي وَالْعِشْرين من شعْبَان وَدفن بتربة ماملا وَكَانَ اسند وَصيته لشيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف - أمتع الله بحياته - فَتوجه الى التربة وَتَوَلَّى امْرَهْ ووقف على دَفنه وصحبته جمَاعَة من الاعيان وقضاة الشَّرْع الشريف وَاسْتمرّ الوباء بالقدس فِي قوته الى سلخ شعْبَان وافنى خلقا من الاطفال والشباب وافنى طَائِفَة الهنود عَن آخِرهم وَكَذَلِكَ الْحَبَش وَمَات جمَاعَة من الاخيار الصَّالِحين مِنْهُم الشَّيْخ عبد السَّلَام الرضي الْحَنَفِيّ وَتقدم ذكر تَرْجَمته وَمِنْهُم الشَّيْخ جِبْرِيل الْكرْدِي الشَّافِعِي وَكَانَ من أهل الْفضل وَمن اصحاب شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَمِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح الْفَاضِل يُوسُف السُّلَيْمَانِي الْحَنَفِيّ نَائِب إِمَام الصَّخْرَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015