الانس الجليل (صفحة 774)

ان الْقبَّة الْمَذْكُورَة مجدثة فِي دَار الاسلام وان الْمُتَوَلِي لبنائها رَئِيس دير صهيون وَرجل آخر من النَّصَارَى بسعيهما فِي ذَلِك وحضرا بِالْمَجْلِسِ وسألهما القَاضِي عَن ذَلِك فاعترفا ببنائها وأنهما هما المتسببان فِي ذَلِك فألزمهما بهدمها وَنفذ لَهُ بَقِيَّة الْقُضَاة الْأَرْبَعَة مَا صدر مِنْهُ من الالزام بالهدم وَأما القبو الَّذِي يُقَال ان بِهِ قبر دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام فَتحَرَّر من أمره انه كَانَ قَدِيما بأيدي النَّصَارَى وَحصل فِيهِ نزاع كثير من الْمُسلمين فِي الزَّمن السالف من نَحْو مائَة سنة وَرفع امْرَهْ الى الْمُلُوك السالفة مِنْهُم الْملك الْمُؤَيد شيخ والأشرف برسباي وَغَيرهمَا وَكتب مراسيم شريفة فِي أمره وَكثر النزاع فِي الزَّمن السالف بَين الْمُسلمين وَالنَّصَارَى بِسَبَبِهِ وَكَانَ تَارَة يَأْخُذهُ الْمُسلمُونَ وَتارَة يسترجعه النَّصَارَى وَلم يزل امْرَهْ فِي تخبيط الى زمن الْملك الظَّاهِر جقمق رَحْمَة الله عَلَيْهِ فَرفع أمره اليه وَكَانَ من امْرَهْ مَا تقدم شَرحه فِي تَرْجَمته فِي سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر قبر دَاوُد من ذَلِك التَّارِيخ بأيدي الْمُسلمين بمرسوم الْملك الظَّاهِر جقمق وَبنى بِهِ قبْلَة الى جِهَة الْكَعْبَة المشرفة وبالقبو الْمَذْكُور محراب موجه الى جِهَة صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس وَبِه صفة قبر يُقَال أَنه قبر دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَولي النّظر عَلَيْهِ الشَّيْخ يَعْقُوب الرُّومِي الْحَنَفِيّ عَالم الْحَنَفِيَّة بالقدس الشريف وَكتب لَهُ مربعات حسبَة من الْملك الْأَشْرَف اينال وَالْملك الظَّاهِر خشقدم بمرتب يصرف للمكان الْمَذْكُور وَاسْتمرّ بأيدي الْمُسلمين الى عصرنا من غير مُنَازع وتحرر أَمر ذَلِك على الصّفة الْمَذْكُورَة وَلم يتَبَيَّن لِلنَّصَارَى مَا يَقْتَضِي استحقاقهم لَهُ وَلَا مَا يسوغ انْتِزَاعه من الْمُسلمين فَعِنْدَ ذَلِك جلس شيخ الاسلام والقضاة والاعيان بالقبو الْمَذْكُور وقرؤا الْقُرْآن وَذكروا الله تَعَالَى ومدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يَوْمًا مشهودا أعز الله فِيهِ الاسلام وَأَعْلَى كلمة الايمان وقمع عَبدة الصلبان فَللَّه الْحَمد والْمنَّة ثمَّ انْصَرف النَّاس الى دَاخل الْمَدِينَة للكشف على النَّائِب وَحصل الِاتِّفَاق مَعَ النَّصَارَى انهم فِي الْيَوْم الثَّانِي وَهُوَ نَهَار الاحد يهدمون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015