الانس الجليل (صفحة 773)

ثمَّ حضر الخاصكي والنائب صحبته فدخلا الى الْقُدس الشريف فِي يَوْم الْخَمِيس آخر جمادي الْآخِرَة وجلسا فِي محراب الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَجلسَ مَشَايِخ الاسلام والقضاة وَالْخَاص وَالْعَام وَقُرِئَ المرسوم الشريف الْوَارِد بالكشف على النَّائِب والمرسوم الثَّانِي بِسَبَب النَّصَارَى وَمَا أحدثوه وضج النَّاس وَأَكْثرُوا من الشكوى على النَّائِب وافحشوا لَهُ فِي القَوْل واصبح النَّاس فِي يَوْم الْجُمُعَة جَلَسُوا بالمجمع سفل الْمدرسَة الشرفية وشرعوا فِي الْكَشْف على النَّائِب وَادّعى عَلَيْهِ كثير من النَّاس عِنْد قاضة الشَّرْع الشريف بامر أنكر بَعْضهَا واعترف بِبَعْض (هدم الْقبَّة) فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت ثَانِي شهر رَجَب توجه شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَشَيخ الاسلام النجمي ابْن جمَاعَة ودقماق النَّائِب وأزبك الخاصكي والقضاة وَالْخَاص وَالْعَام الى دير صهبون وجلسوا بداخل الْقبَّة اليا حدثها النَّصَارَى وَتَكَلَّمُوا فِي أمرهَا فَتحَرَّر من امرها ان النَّصَارَى انهو ان بِقرب دير صهيون قبرا يُسمى الْقَبْر المنسي وَأَنه يقْصد للزيارة وَأَن مُرَادهم الْبناء عَلَيْهِ واثبتوا محضرا ان هَذَا الْمَكَان هُوَ الْقَبْر المنسي فبنوا الْقبَّة الْمَذْكُورَة اعْتِمَادًا على أَن الْقَبْر المنسي تحتهَا فَلَمَّا جلس الْعلمَاء والقضاة للتحرير تبين أَن الْأَمر بِخِلَاف مَا انهوه لمقْتَضى ان الْقَبْر المنسي فِي مَوضِع آخر بِالْقربِ من الْقبَّة فِي حاكورة هُنَاكَ وَأمره مَجْهُول لَا يعلم مَا هُوَ وَأَن المدفون بِهِ حَيْثُ كَانَ مُسلما فَلَا مدْخل لِلنَّصَارَى فِي الْبناء عَلَيْهِ وتحرر أَن مَحل الْقبَّة الْمَذْكُورَة إِنَّمَا هُوَ الْمَكَان الَّذِي تزْعم النَّصَارَى أَنه مقَام السيدة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام وَقد بنيت الْقبَّة الْمَذْكُورَة على صفة الْكَنَائِس وَبهَا هيكل الى جِهَة الشرق فَلَمَّا اتَّضَح ذَلِك اقيمت الْبَيِّنَة عِنْد القَاضِي بدر الدّين بن الحمامي الشَّافِعِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015