الانس الجليل (صفحة 771)

باعادته الى وظيفته اواخر شهر ذِي الْقعدَة وَفِي شهر ذِي الْحجَّة بعد عيد الاضحى توجه القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن مَازِن الْمَالِكِي الى مَحل وَطنه بغزة واستخلف عَنهُ فِي الحكم القَاضِي كَمَال الدّين ابو البركات بن الشَّيْخ خَليفَة على عَادَته ثمَّ دخلت سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فِيهَا قحط الْمَطَر بِبَيْت الْمُقَدّس حَتَّى مضى غَالب الشتَاء وانزعج النَّاس لذَلِك وصاموا ثَلَاثَة ايام ثمَّ استسقوا فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ربيع الآخر بالصخرة الشَّرِيفَة وخطب الْخَطِيب شرف الدّين ابْن جمَاعَة خطْبَة بليغة وتضرع وابتهل وضج النَّاس الى الله بِالدُّعَاءِ ودخلوا الى الْجَامِع الْأَقْصَى بِالذكر والتهليل ثمَّ انصرفوا وَلم يسقوا فِي يومهم فجزع النَّاس لذَلِك وَتَضَرَّعُوا الى الله تَعَالَى فَلَمَّا مضى النَّهَار وَأَقْبَلت لَيْلَة الِاثْنَيْنِ أغاث الله عباده بالمطر الغزير فامتلأت الْآبَار وَرويت الأَرْض وَأظْهر الله إِجَابَة دُعَاء عباده الضُّعَفَاء فاطمأن النَّاس وحمدوا الله واثنوا عَلَيْهِ وَله الْحَمد والْمنَّة وفيهَا اشْتَدَّ الامر بِسَبَب التجريدة لقِتَال بايزيد خَان بن عُثْمَان خَان ملك الرّوم وتجهيز الرِّجَال من جبل الْقُدس وجبل الْخَلِيل وَغَيرهمَا وَتوجه الْأَمِير أزبك أَمِير كَبِير وصحبته المراء والعساكر فَلَمَّا وصل الى مَدِينَة الرملة كتب مرسومه الى بَيت الْمُقَدّس الى مَشَايِخ الاسلام والقضاة بِسَبَب رُهْبَان دير صهيون وَمَا أنهوه من جِهَة القبو الَّذِي يُقَال ان بِهِ قبر دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وان يحرر الْأَمر فِيهِ وَإِذا تبين انه من اسْتِحْقَاق النَّصَارَى بالطرق الشَّرْعِيّ يسلم اليهم فعقد مجْلِس لذَلِك بِالْمَدْرَسَةِ التنكزية بِحَضْرَة شيخ الاسلام الكمالي ابْن ابي شرِيف وَشَيخ الاسلام النجمي بن جمَاعَة ودقمق نَاظر الْحَرَمَيْنِ ونائب السلطنة والقضاة وَدَار الْكَلَام بَينهم فِي تَحْرِير امْرَهْ وَكَتَبُوا محضرا يتَضَمَّن ان هَذَا الْمَكَان بِهِ محراب الى جِهَة الْقبْلَة وانه بأيدي الْمُسلمين من تقاد السنين وَكتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015